تُصنف عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية ضمن العمليات الدقيقة إلى حد ما والتي تتطلب خبرة ومهارة فائقة من جراح الجهاز الهضمي، وذلك لأنها تُعالج مشكلة خطيرة للغاية قد تهدد حياة المريض ألا وهي الصفراء الانسدادية، والتي تحدث نتيجة أسباب عدة تستدعي من الطبيب تحليلها بعناية واختيار الطريقة الأنسب للتعامل معها.
في هذا المقال نناقش كافة التفاصيل عن دواعي إجراء هذه العملية وخطواتها، كما نُجيب عن أكثر الأسئلة طرحًا من قبل المُقبلين على هذا الإجراء.
ما هي عملية تركيب دعامة في القنوات المرارية؟
عملية تركيب دعامة في القنوات المرارية إجراء جراحي تُزرع خلاله دعامة في القناة المرارية من أجل توسيعها وإتاحة الفرصة أمام العصارة الصفراوية للتدفق إلى الأمعاء، خاصة الاثني عشر، لتقوم بوظيفتها في هضم الدهون وغيرها، ومن ثم تختفي الأعراض الخطيرة التي كان يعانيها المريض وأبرزها آلام البطن المزعجة والإعياء العام واصفرار بياض العين والجلد.
إذن نستنتج من حديثنا السابق أن عملية دعامة القناة المرارية تُجرى لإزالة الانسداد القائم بالقناة، والذي عادة ينتج عن:
- وجود حصوات في المرارة أو القناة المرارية.
- نمو أورام بالقرب من القناة المرارية، فتضغط عليها من الخارج وتسبب تضيقها.
ولعل اختلاف أسباب انسداد القنوات المرارية يصنع بعض الاختلافات في خطوات العملية من مريض لآخر.
عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية | الخطوات
تُجرى عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية تحت تأثير التخدير الكلي، وبالاستعانة بجهاز متطور يسمى منظار القنوات المرارية، وهو أنبوب رفيع ومرن، مزود بكاميرا فائقة الدقة في مقدمته، إضافة إلى مصدر للإضاءة، ويدخله الجراح عبر فم المريض متتبعًا أثره في الجهاز الهضمي، إلى أن يصل إلى الاثني عشر، وحينئذ تُحقن من خلاله صبغة مُعينة لاستعراض تفاصيل القناة المرارية وأسباب الانسداد.
بناءً على النتائج التي يتوصل إليه الجراح بعد حقن الصبغة، تختلف الخطوات التي يتبعها الجراح فيما تبقى من العملية، إذ تشمل الخيارات الآتية:
- إزالة الحصوات الموجودة في القناة المرارية ومن ثم زرع الدعامة لضمان تدفق العصارة الصفراوية خلالها.
- الاستعانة بقسطرة بالونية لتوسيع القنوات المرارية التي ضاقت بسبب ضغط بعض الأورام عليها من الخارج، ومن ثم زرع الدعامات لإبقائها مفتوحة.
يمكنك قراءة المزيد عن : سعر دعامة القناة المرارية
نسبة نجاح عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية
لا توجد نسبة نجاح ثابتة لعمليات تركيب دعامة القناة المرارية، إذ تختلف بين مريض وآخر حسب مجموعة من العوامل، أهمها:
- خبرة الجراح الذي أجرى العملية والتقنيات التي استُخدمت فيها.
- نوع الدعامة التي اختارها الجراح لتوسيع القنوات المرارية.
- سبب انسداد القناة المرارية من الأساس-هل وجود حصوات أم أورام-.
- التوقيت الذي خضع فيه المريض للعلاج وحالته الصحية حينئذ.
- مدى التزام المريض بتعليمات الطبيب خلال فترة النقاهة.
رغم فعالية دعامات القناة المرارية في تصريف العصارة الصفراوية إلى الأمعاء ومداواة أعراض الصفراء الانسدادية الخطيرة، فإنها تُعد حلًا موقتًا لهذه المشكلة، إذ يلجأ إليه الأطباء لتخفيف أعراض الصفراء وبعد أن تتسحن حالة المريض يرشحونه إلى علاجات أخرى تُعالج سبب الصفراء من الأساس، مثل عملية استئصال المرارة لمنع تكون حصوات مرة أخرى أو العلاج الكيماوي والإشعاعي في حالات الأورام الخبيثة.
علاوة على ذلك لا يمكن لتلك الدعامات أن تُترك مدى الحياة داخل القنوات المرارية، فقد يتسبب ذلك في التهابات خطيرة أو تلف لأجزائها، لذا يحتاج المريض إلى إزالتها بعد انقضاء عمرها الافتراضي.
يمكنك قراءة المزيد عن : مضاعفات بعد منظار القنوات المرارية
أسئلة شائعة عن دعامات القناة المرارية
انطلاقًا من حديثنا عن عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية وخطواتها، دعونا نجيب عن بعض الأسئلة الشائعة التي يطرحها المقبلون على هذا الإجراء.
كم مدة بقاء دعامة القناة المرارية؟
تختلف مدة بقاء دعامة القناة المرارية حسب نوعها والحالة الصحية العامة للمريض، فالدعامة البلاستيكية يمكن تركها مدة تتراوح من 3-6 أشهر وقد يضطر الأطباء إلى تركها أكثر من ذلك بالنسبة لكبار السن، أما عن الدعامة المعدنية فتُترك مدة تصل إلى سنة أو أكثر.
ماذا يحدث إذا لم يتم إزالة الدعامة من القناة الصفراوية؟
تشير بعض الدراسات التي أجريت عام 2018 عن تأثير دعامات القناة الصفراوية، أن ترك الدعامة مدة أطول من المفترض -حسب نوعها-، قد يتسبب في بعض المضاعفات مثل الالتهابات وانسداد الدعامة أو تحركها من مكانها.
كيف يتم إزالة دعامة القناة المرارية؟
تُزال دعامة القناة المرارية بنفس الطريقة التي رُكبت بها، بمعنى أن الجراح يستعين بمنظار القنوات المرارية، فيُدخله عبر فم المريض إلى المعدة ثم الإثنى عشر، ومنها إلى القنوات المرارية ليلتقط الدعامة ويزيلها بسهولة عبر فم المريض.
في ختام حديثنا عن عمليات تركيب دعامة في القنوات المرارية، نجد أنها من الإجراءات العاجلة التي لا يجب التباطؤ في الخضوع لها ولا التسرع في اختيار الجراح الذي سيجريها، لما تتطلبه من مهارات جراحية فائقة وحكمة في تخير التقنية الجراحية الأنسب لكل مريض.
وبهذا الصدد دعونا نرشح لكم أحد أفضل جراحي مناظير الجهاز الهضمي والكبد والقنوات المرارية، الدكتور أحمد حسين -استشاري أول الجراحة العامة وجراحة المناظير والأورام-.
للحجز والاستفسار عن مواعيد الدكتور يمكنكم التواصل معنا عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.
يمكنك قراءة المزيد عن :