يُصيب سرطان البنكرياس أكثر من نصف مليون شخص حول العالم وفقًا لآخر الإحصائيات، ورُغم نُدرة هذا النوع من السرطان، تكمن خطورته في انتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم، والسؤال هنا: هل يؤثر سرطان البنكرياس على الكبد تحديدًا كوّنه من أهم الأعضاء الحيوية؟
لا يقتصر تأثير السرطان في البنكرياس فقط، بل يمتد إلى بعض الأعضاء القريبة، ومن أبرزها الكبد المسؤول عن هضم الطعام والتخلص من السموم، وإنتاج مواد التجلط التي تُسهم في الحفاظ على تدفق الدم بمعدل طبيعي.
نستعرض معكم العلاقة بين سرطان البنكرياس والكبد والوسائل العلاجية المستخدمة للحد من تأثير هذا المرض في صحة الكبد خلال فقرات مقالنا التالي.
سرطان البنكرياس والكبد| كيف يؤثر السرطان في صحة الكبد؟
ينتشر سرطان البنكرياس إلى الكبد في المرحلة الرابعة من الإصابة، نظرًا إلى وجوده بالقرب منه، الأمر الذي يؤثر في وظائف الكبد الحيوية ويفقده القدرة على طرد السموم الزائدة من الجسم، فكيف يحدث ذلك؟!
تنتقل الخلايا السرطانية من البنكرياس حتى تصل إلى القناة الصفراوية في الكبد وتسدها مُسببةً اليرقان، وهي حالة طبية تشمل أعراضها ما يلي:
- اصفرار البشرة وبياض العينين.
- الحُمى.
- مُعاناة آلام حادة في البطن.
- حكة في الجلد.
- بول داكن اللون.
- تغير لون البراز.
- فقدان الوزن دونَ مبرر.
- الشعور بالتعب المستمر.
تعرف علي : استئصال جزء من الكبد
كم يستغرق سرطان البنكرياس للانتشار إلى الكبد؟
قد تختلف مدة انتشار سرطان البنكرياس إلى الكبد من مريض لآخر تبعًا لمرحلة السرطان التي يُعانيها والمسبب الرئيسي للمرض، وعامةً قد يستغرق الأمر 12 شهرًا تقريبًا حتى يتفاقم هذا المرض ويصل إلى المرحلة الأخيرة -الرابعة-.
وخلال هذه الفترة، قد يُعاني المرضى أعراضًا مُبرحة تُعيقهم عن استئناف حياتهم وتُقيد حركتهم بنسبة كبيرة، فما هي هذه الأعراض؟!
تعرف علي : نسبة شفاء سرطان الكبد
تتضمن أعراض سرطان البنكرياس في المراحل المتقدمة ما يلي:
- مُعاناة آلام في الجزء العلوي من البطن.
- فقدان الشهية.
- الغثيان.
- القيء.
- الانتفاخ.
- تكوّن الجلطات الدموية.
- الشعور بآلام في منتصف الظهر.
وعادةً ما تزداد تلك الأعراض سوءًا بعد تناول الطعام وفي أثناء الاستلقاء.
تعرف علي : بعد عملية استئصال جزء من الكبد
سرطان البنكرياس والكبد| كيفية الحد من تأثير المرض في صحة الكبد
يُمكن الحد من تأثير سرطان البنكرياس في صحة الكبد وتخفيف أعراضه من خلال خضوع المريض للخطة العلاجية الملائمة لحالته، وعادةً ما تشمل الوسائل التالية:
الجراحة
يلجأ الأطباء إلى الجراحة في حال انتشار السرطان إلى الأعضاء المجاورة، وهي تهدف إلى:
- استئصال البنكرياس كاملًا، إضافة إلى المرارة والطحال وجزءًا من المعدة والأمعاء الدقيقة.
- إزالة الخلايا السرطانية المُتسببة في انسداد القناة الصفراوية بالكبد؛ للتخلص من أعراض اليرقان وتأثير المرض في وظائف الكبد الحيوية.
إثر استئصال البنكرياس المتحكم في مستويات السكر بالدم، قد يُصاب المريض بعد الخضوع للعملية بمرض السكري ويحتاج إلى أخذ حُقن الأنسولين مدى الحياة لتنظيم مستويات السكر، إضافة إلى بعض الأدوية الفموية التي تساعد على تحسين عملية الهضم.
تعرف علي : هل وجود بؤرة في الكبد يعني وجود أورام سرطانية
العلاج الكيميائي
يُسهم العلاج الكيميائي في قتل الخلايا السرطانية، وهو يتمثل في أدوية تؤخذ عبر الفم أو الوريد، وعادةً ما يصفه الطبيب قبل الجراحة لتقليص حجم الورم أو بعدها للقضاء على الخلايا السرطانية المُتبقية، وأحيانًا بمفرده -كعلاج مستقل- إذا لم تسمح حالة المريض بالخضوع للجراحة.
تعرف علي : هل ينمو الكبد بعد استئصال جزء منه
العلاج الإشعاعي
في أثناء جلسات العلاج الإشعاعي، يُوجه الطبيب الأشعة السينية عالية الطاقة إلى العضو المُصاب من أجل تدمير الخلايا السرطانية، وغالبًا ما يخضع له المريض إلى جانب العلاج الكيميائي؛ لتخفيف أعراض سرطان البنكرياس وتأثيره في صحة الكبد.
إضافة إلى الوسائل العلاجية السابقة، قد يُوصي الطبيب باستخدام الأدوية الفموية أو حُقن السيترويد؛ لتخفيف الآلام الحادة والمستمرة التي يُسببها هذا المرض جرّاء كبر حجم الورم وضغطه على الأعصاب المحيطة به.
بهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي ناقشنا خلاله العلاقة بين سرطان البنكرياس والكبد، ونتمنى أن تكونوا قد استفدتم من المعلومات التي قدمناها، وفي الأخير نُوصيكم بضرورة التوجه إلى الطبيب فور الشعور بآلام غير طبيعية في البطن وخاصةً الجزء العلوي منها، فقد تشير إلى الإصابة بهذا المرض -لا قدر الله-.
يمكنك قراءة المزيد عن :