عندما يُصاب شخص بسرطان الكبد، لا يتأثر جسده فقط، بل تتغير حياته وحياة من حوله، فهذا المرض الخطير يضع المريض أمام تحدٍ صعب، لكن التقدم الطبي أتاح خيارات علاجية فعالة تمنح الأمل في الشفاء.
في هذا المقال، سنستعرض معلومات عن سرطان الكبد وعلاجه وأحدث التطورات الطبية التي ساهمت في تحسين طرق العلاج ورفع معدلات التعافي.
سرطان الكبد وعلاجه
يُعد سرطان الكبد وعلاجه من القضايا الصحية التي تشغل فكر الأطباء والباحثين، نظرًا لتأثيره الكبير في وظائف الكبد الحيوية للجسم.
وينقسم سرطان الكبد إلى نوعين رئيسيين هما:
- سرطان الكبد الأولي الذي يبدأ في خلايا الكبد.
- سرطان الكبد الثانوي، ناتج عن انتشار السرطان من عضو آخر مثل القولون والرئة إلى الكبد.
ولأن أعراض سرطان الكبد لا تظهر بوضوح في البداية لدى كثير من الحالات، قد يتأخر التشخيص ويصعب العلاج، ومع ذلك فقد شهدت السنوات الأخيرة تطورات كبيرة في سرطان الكبد وعلاجه، ما منح المرضى فرصًا أفضل في مواجهة المرض والشفاء منه.
يمكنك قراءة المزيد عن : نسبة شفاء سرطان الكبد
العوامل التي تؤثر في نجاح علاج سرطان الكبد
قبل التطرق إلى طرق العلاج، من المهم فهم العوامل التي تؤثر في نجاحه، إذ تختلف استجابة المرضى للعلاج بناءً على العوامل التالية:
- مرحلة المرض، يكون العلاج في المراحل المبكرة أكثر فعالية، لأن الورم يكون موضعيًا ويمكن استئصاله بسهولة أو يمكن اللجوء إلى زراعة الكبد طالما لم ينتشر الورم خارج الكبد.
- الصحة العامة للمريض، تؤثر وظائف الكبد والأمراض المصاحبة مثل تليف الكبد أو السكري، في قدرة الجسم على تحمل العلاج.
- مدى انتشار السرطان، إذا كان السرطان قد انتشر إلى أعضاء أخرى، فإن خيارات العلاج تصبح أكثر تعقيدًا.
- استجابة الورم للعلاج، يختلف تأثير العلاج من مريض لآخر وعلى حسب نوع الورم، فبعض الأورام قد لا تستجيب للعلاج الكيماوي أو المناعي.
إن معرفة هذه العوامل تساعد على تحديد النهج العلاجي الأمثل، ما يسهم في تحسين نتائج سرطان الكبد وعلاجه وزيادة فرص السيطرة على المرض.
يمكنك قراءة المزيد عن : أفضل جراح كبد في مصر
طرق علاج سرطان الكبد
يُحدد النهج العلاجي المناسب لسرطان الكبد وفقًا لمرحلة المرض وحالة المريض الصحية كما وضحنا، وتشمل العلاجات المتاحة ما يلي:
الجراحة
تُعد الجراحة أكثر الطرق فعالية في علاج سرطان الكبد خاصة في المراحل المبكرة، ما يمنح المريض فرصة كبيرة للشفاء، ويشمل العلاج بالجراحة:
- استئصال الورم عندما يكون صغيرًا ومقتصرًا على جزء معين من الكبد، بشرط أن يكون الجزء المتبقي قادرًا على أداء وظائفه بصورة طبيعية.
- زراعة الكبد عند توفر متبرع مناسب، هي الخيار الأفضل للمرضى الذين يعانون تليف الكبد مع وجود ورم سرطاني، إذ يُستبدل الكبد المصاب بكبد سليم من متبرع، ما يمنح المريض فرصة جديدة لحياة صحية.
يمكنك قراءة المزيد عن : درجات تليف الكبد
العلاج الكيماوي
يُستخدم العلاج الكيماوي للحد من نمو الخلايا السرطانية أو تقليل انتشارها، ويُعطى عادة عن طريق الوريد أو مباشرة إلى الكبد عبر تقنيات متخصصة.
وعلى الرغم من أن استجابة سرطان الكبد للعلاج الكيماوي ليست دائمًا قوية، قد يساعد على السيطرة على المرض لفترة أطول خاصة في الحالات التي تكون فيها الجراحة مناسبة.
العلاجات الدوائية الموجهة
تستهدف العلاجات الدوائية الموجهة على الخلايا السرطانية مباشرة دون التأثير في الخلايا السليمة، وتساعد هذه العلاجات في إبطاء نمو الورم وتقليل قدرته على تكوين أوعية دموية جديدة تُغذيه.
تُستخدم العلاجات الدوائية في الحالات المتقدمة من سرطان الكبد، أو عندما لا تكون الجراحة خيارًا متاحًا.
العلاج الإشعاعي
يُستخدم العلاج الإشعاعي لتدمير الخلايا السرطانية أو تقليص حجم الورم في الحالات التي لا يمكن فيها إزالة الورم جراحيًا، أو لتخفيف الألم والأعراض لدى المرضى الذين يعانون مراحل متقدمة من المرض.
يمكنك قراءة المزيد عن : استئصال جزء من الكبد
التطورات الحديثة في العلاج
بفضل التقدم العلمي، ظهرت بروتوكولات علاجية جديدة أكثر فعالية لسرطان الكبد، منها الجمع بين أكثر من نهج علاجي لزيادة فرص نجاح العلاج وتعزيز الشفاء، إلى جانب ذلك يجري الباحثون دراسات حول مدى تأثير الخلايا الجذعية والعلاج الجيني في علاج سرطان الكبد.
ورغم ذلك يظل التشخيص المبكر عاملًا أساسيًا في نجاح علاج سرطان الكبد، لذا يُنصح الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بإجراء الفحوصات المنتظمة للكشف المبكر عن أي تغيرات في الكبد.
يمكنك قراءة المزيد عن : علاج بؤر الكبد
الوقاية من سرطان الكبد
على الرغم من أن لا يمكن تجنب بعض عوامل خطر الإصابة بسرطان الكبد، اتباع نمط حياة صحي قد يقلل خطر الإصابة بالمرض، تشمل الإجراءات الوقائية ما يلي:
- التطعيم ضد التهاب الكبد B يقلل خطر الإصابة بسرطان الكبد المرتبط بالتهاب الكبد الفيروسي.
- إجراء فحوصات دورية للكشف عن التهاب الكبد C قد يساعد على اكتشاف الفيروس وعلاجه قبل أن يؤدي إلى تليف الكبد.
- تقليل استهلاك الكحول لحماية الكبد من التليف والوقاية من الأمراض المزمنة.
- الحفاظ على وزن صحي لتقليل خطر الإصابة بالكبد الدهني غير الكحولي، الذي قد يؤدي إلى تليف الكبد ثم السرطان.
- تجنب التعرض للأفلاتوكسينات، وهي سموم فطرية توجد في الحبوب والمكسرات المخزنة بطريقة غير صحي.
الأسئلة الشائعة حول سرطان الكبد وعلاجه
نجيبكم في السطور التالية عن عدد من الأسئلة الشائعة عن سرطان الكبد:
هل مرض السرطان في الكبد خطير؟
نعم، يُعد مرض السرطان في الكبد واحدًا من الأمراض الخطيرة خاصة في المراحل المتقدمة؛ إذ يؤثر في الأداء الوظيفي للكبد ويتبعه معاناة اضطرابات عدة في مختلف وظائف الجسم. إضافة إلى ذلك، تكمن خطورته في احتمالية انتشار الخلايا السرطانية إلى الأعضاء المجاورة ما يُصعّب علاجه.
كم تستغرق عملية إزالة ورم من الكبد؟
تستغرق عملية إزالة ورم من الكبد من 2 إلى 6 ساعات تقريبًا، تختلف تلك المدة من مريض لآخر حسب حجم الورم وموقعه.
ما هو الأكل الممنوع لمرضى سرطان الكبد؟
ينصح الأطباء مرضى سرطان الكبد بتجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون أو السكريات، بالإضافة إلى:
- الوجبات الجاهزة.
- الأطعمة النيئة، مثل السوشي.
- الأكلات الغنية بالأملاح مثل الأسماك المملحة.
- الكحوليات.
ما هي أعراض الحقن الكيماوي للكبد؟
قد تختلف أعراض الحقن الكيماوي للكبد من مريض لآخر حسب نوع الدواء وجرعته وكذلك عدد الجلسات التي تلقاها، لكنها بصفة عامة قد تنطوي على هذه الآثار الجانبية:
- الشعور بالإرهاق والتعب.
- الغثيان والقيء.
- اصفرار الجلد وبياض العين.
- تغير في لون البول والبراز.
- ألم في البطن.
- ظهور قرح في الفم.
- تساقط الشعر.
خلاصة القول، التعامل مع سرطان الكبد وعلاجه يحتاج إلى تشخيص مبكر وخطة علاج مناسبة لزيادة فرص الشفاء، وبفضل التقدم الطبي المستمر، تتوفر خيارات علاجية أكثر فعالية، تمنح المرضى أملًا في الشفاء، وفي الوقت ذاته يظل الوعي والوقاية عوامل أساسية لمواجهة المرض.
إذا كان لديك أي استفسارات أو تحتاج إلى معلومات إضافية حول سرطان الكبد وعلاجه، لا تتردد في استشارة مع الدكتور أحمد حسين للحصول على معلومات دقيقة وتوجيهات مناسبة لحالتك.
يمكنك قراءة المزيد عن :