قد تُظهر تحاليل الدم أحيانًا ارتفاعًا في إنزيمات الكبد، ما يثير القلق لدى الكثير من الناس خصوصًا إذا لم تكن هناك أعراض واضحة تشير إلى وجود مشكلة في الكبد، لكن هل كل ارتفاع في الإنزيمات يُعد أمرًا خطيرًا؟ ومتى يستدعي هذا الارتفاع القلق الحقيقي والتدخل الطبي؟
في هذا المقال، نأخذك في جولة توعوية لفهم متى نقلق من ارتفاع انزيم الكبد؟ والأسباب التي تؤدي إلى ارتفاعها، وكيفية علاجها.
ما أسباب ارتفاع إنزيم الكبد؟
في كثير من الأحيان يكون ارتفاع إنزيمات الكبد مؤقتًا وغير مقلق، وقد يحدث نتيجة أسباب بسيطة مثل:
- تناول أدوية تؤثر في الكبد، مثل أدوية خفض الكوليسترول أو بعض المسكنات.
- الإصابة بعدوى فيروسية عابرة، مثل نزلات البرد أو الإنفلونزا.
- السمنة أو تراكم الدهون على الكبد (الكبد الدهني).
- شرب الكحول أو تناول أعشاب مجهولة المصدر.
- التمارين الرياضية الشديدة قبل إجراء التحليل، ما قد يسبب تلفًا عضليًا يرفع من مستوى AST وALT.
لكن متى نقلق من ارتفاع انزيم الكبد؟ أحيانًا قد تكون الأسباب أكثر خطورة وتتعلق بأمراض الكبد المزمنة، مثل:
- التهاب الكبد الفيروسي المزمن (B أو C).
- التهاب الكبد المناعي الذاتي.
- تشمّع الكبد أو التليف الكبدي.
- أمراض وراثية مثل داء ويلسون أو داء ترسب الأصبغة الدموية.
يمكنك قراءة المزيد عن : هل يشفى مريض تليف الكبد
متى نقلق من ارتفاع انزيم الكبد؟
لا يستدعي كل ارتفاع في الإنزيمات القلق، خصوصًا إذا كان الارتفاع طفيفًا ولم يكن مصحوبًا بأعراض، لكن هناك بعض الحالات التي تتطلب الانتباه الطبي الفوري، ومنها:
ارتفاع حاد ومستمر في مستوى الإنزيمات
قد يكون ارتفاع إنزيمات الكبد مقلقًا، عندما تتجاوز القيم الطبيعية عدة مرات، ويستمر هذا الارتفاع لأكثر من أسبوعين دون تفسير واضح.
ظهور أعراض تشير إلى مشكلات في الكبد
تشمل أعراض ارتفاع انزيم الكبد، والتي تنبئ بمشكلات في الكبد ما يلي:
- اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).
- تغير لون البول ليصبح داكنًا.
- الشعور الدائم بالتعب والإرهاق.
- ألم في الجزء الأيمن العلوي من البطن.
- فقدان الشهية أو فقدان الوزن غير المبرر.
وجود تاريخ عائلي لأمراض الكبد
إذا كان هناك أفراد في العائلة مصابون بأمراض مزمنة في الكبد، فإن هذا يزيد من احتمالية أن يكون الارتفاع علامة على حالة وراثية.
يمكنك قراءة المزيد عن : درجات تليف الكبد
كيفية علاج ارتفاع إنزيم الكبد؟
بعدما عرفنا متى نقلق من ارتفاع انزيم الكبد؟ فإن الخطوة التالية لا تكون القلق أو التخمين، إنما المتابعة الطبية لتحديد السبب، ويبدأ الطبيب عادة بمراجعة التاريخ الصحي الكامل للمريض، مثل نمط الحياة والأدوية أو المكملات التي يتناولها وأي أمراض مزمنة يعانيها، أو تاريخ عائلي متعلق بأمراض الكبد.
بعد ذلك، يطلب الطبيب إعادة التحليل بعد فترة قصيرة تتراوح بين أسبوعين إلى شهر، للتأكد ما إذا كان الارتفاع عارضًا أو مستمرًا، خصوصًا إذا لم تكن هناك أعراض ظاهرة.
إذا ظلّت مستويات الإنزيمات مرتفعة، أو ازدادت أكثر، يبدأ الطبيب بالبحث بصورة أعمق، فيطلب مجموعة من الفحوصات تشمل:
- تحاليل فيروسية، للتأكد من عدم وجود عدوى مزمنة مثل التهاب الكبد B أو C.
- تحاليل للكشف عن دهون الكبد أو ما يُعرف بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.
- تحاليل مناعية لاستبعاد احتمال وجود التهاب كبد مناعي ذاتي.
- تحاليل جينية إذا كان هناك شك في وجود أمراض كبد وراثية مثل داء ويلسون أو داء ترسّب الأصبغة الدموية.
- اختبارات وظائف الكبد الشاملة، للتأكد من أن الكبد لا يزال يؤدي وظائفه الأساسية بصورة سليمة.
- تصوير الكبد بالموجات فوق الصوتية (سونار) أو أشعة مقطعية في بعض الحالات، للكشف عن أي تغيرات في شكل الكبد أو وجود أورام أو التهابات.
ماذا إن لم تكشف الفحوصات عن سبب المشكلة؟
في حال استمرار الغموض بعد هذه الفحوصات، قد يلجأ الطبيب إلى أخذ عينة من الكبد بالمنظار (خزعة كبدية) لتحليلها تحت المجهر، للمساعدة على تشخيص الحالات المزمنة بدقة مثل التليّف أو الالتهاب المزمن.
وتُعد المتابعة المنتظمة عاملًا أساسيًا، إذ يُراقب الطبيب مستويات الإنزيمات بمرور الوقت ويقيّم مدى الاستجابة لأي تغييرات علاجية أو نمطية في حياة المريض، مثل التوقف عن تناول دواء معين أو خفض الوزن أو تعديل النظام الغذائي.
يمكنك قراءة المزيد عن : أفضل جراح كبد في مصر
الأسئلة الشائعة
نجيب فيما يلي عن بعض الأسئلة الشائعة عن ارتفاع انزيمات الكبد:
كم يستغرق علاج ارتفاع انزيمات الكبد؟
تختلف مدة العلاج حسب السبب، فقد تتحسن الحالة خلال أسابيع إذا كان الارتفاع ناتجًا عن سبب مؤقت، مثل دواء أو عدوى فيروسية، بينما تحتاج الحالات المزمنة مثل الكبد الدهني أو الالتهاب الفيروسي إلى متابعة وعلاج مستمر قد يمتد لأشهر.
ماذا يأكل مريض ارتفاع إنزيمات الكبد؟
يُفضل تناول الخضروات الورقية والفواكه والحبوب الكاملة والبروتينات الخفيفة مثل السمك أو الدجاج المشوي، مع تقليل الدهون المشبعة والسكريات، وتجنّب الأطعمة المقلية، ويُنصح بشرب كميات كافية من الماء والامتناع عن الكحول والمشروبات السكرية تمامًا.
هل يمكن الوقاية من ارتفاع إنزيمات الكبد؟
نعم، من خلال الحفاظ على وزن صحي واتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام، وأيضًا تجنّب تناول الأدوية دون وصفة أو الأعشاب المجهولة المصدر، بالإضافة إلى الامتناع عن الكحول، والمتابعة الدورية خاصةً لمن لديهم تاريخ مرضي في الكبد.
في الأخير، بعد معرفة متى نقلق من ارتفاعانزيم الكبد؟ نوصيكم باستشارة أفضل دكتور متخصص في الكبد الدكتور أحمد حسين، إن بدت عليك أي من الأعراض السابق ذكرها.