الطحال هو عضو صغير يوجد في الجزء العلوي الأيسر من البطن أسفل القفص الصدري، ورغم صغر حجمه، فإن له دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الجسم، إذ ينقِّي الدم من الخلايا الحمراء التالفة، ويدعم الجهاز المناعي عبر إنتاج خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة التي تكافح العدوى، وعند الحاجة إلى استئصاله بسبب إصابة أو مرض، يطرح كثير من المرضى تساؤلًا هامًا: “هل ينمو الطحال بعد استئصاله؟”
في هذا المقال نجيب بالتفصيل عن هذا التساؤل، ونوضح كيفية تعافي الجسم بعد الجراحة، مع أهم الإرشادات التي تساعد المريض على التكيف والحفاظ على صحته.
هل ينمو الطحال بعد استئصاله؟
بعد الخضوع لاستئصال الطحال الكامل، لا يمكن للطحال أن ينمو من جديد، وعلى عكس الكبد الذي يتمتع بقدرة عالية على التجدد، يفتقر الطحال إلى الخلايا الجذعية الكافية التي تسمح بإعادة تكوينه بالكامل.
ورغم ذلك، قد تُلاحظ في بعض الحالات ظاهرة تشبه النمو الجزئي للأنسجة الطحالية من خلال آليتين أساسيتين هما:
الطحال الإضافي (Accessory Spleens)
يولد بعض الأشخاص بنسيج طحالي صغير إضافي بالقرب من الطحال أو على طول الأوعية الدموية المتصلة به، وبعد استئصال الطحال الرئيسي، قد يكبر هذا النسيج ويقوم ببعض الوظائف المناعية، ما قد يعطي انطباعًا خاطئًا بأن الطحال قد نمى من جديد.
الانغراس الطحالي (Splenosis)
تحدث هذه الحالة عندما تنتشر شظايا صغيرة من نسيج الطحال في البطن أو مناطق أخرى بعد إصابة أو جراحة، وهذه الأنسجة يمكن أن تنمو جزئيًا وتؤدي بعض وظائف الطحال، لكنها لا تعوض القدرة المناعية الكاملة للعضو الأصلي.
ما الفرق بين الاستئصال الجزئي والكلي للطحال؟
بعد معرفة حقيقة هل ينمو الطحال بعد استئصاله، من الضروري الإشارة إلى أن نوع العملية الجراحية يحدد بدرجة كبيرة تأثيرها في صحة المريض، وفي هذه الفقرة نوضح الفرق بين استئصال الطحال الجزئي والكلي للطحال.
الاستئصال الجزئي
في بعض الحالات يفضل الأطباء إزالة الجزء المصاب فقط والاحتفاظ بجزء من النسيج السليم، وقد يتضخم هذا الجزء لاحقًا في محاولة لتعويض بعض الوظائف المفقودة، فيما يُعرف بتضخم الطحال التعويضي، ما يساعد على الحدّ من المخاطر الصحية بعد الجراحة.
الاستئصال الكلي
عند ازالة الطحال بالكامل، يفقد الجسم دوره الحيوي في تصفية الدم ودعم المناعة، ما يرفع خطر العدوى الخطيرة خاصةً من البكتيريا المغلفة مثل Streptococcus pneumoniae.
ولهذا السبب، يسعى الأطباء كلما أمكن إلى الحفاظ على أي جزء من الطحال، سواءً من خلال الاستئصال الجزئي أو الاعتماد على وجود طحال إضافي، إذ يسهم وجود نسيج طحالي حتى لو محدود في تعزيز المناعة.
يمكنك قراءة المزيد عن : اسباب استئصال الطحال
أهم النصائح بعد عملية استئصال الطحال
بعد الإجابة عن سؤال “هل ينمو الطحال بعد استئصاله؟” أصبحت واضحة، نوضح بعض الإرشادات الطبية الدقيقة التي تساعد على تعويض فقدان هذا العضو الحيوي، ومن أبرز هذه الإرشادات:
التطعيمات الوقائية
يجب تلقي لقاحات ضد البكتيريا المغلفة مثل لقاح المكورات الرئوية (Pneumococcal)، ولقاح (Haemophilus influenzae)، إلى جانب لقاح الإنفلونزا الموسمي، ويفضل الحصول عليها قبل أسبوعين على الأقل من الجراحة، أو بعد الاستقرار في حالات الاستئصال الطارئ.
الوقاية من العدوى
نظرًا إلى أن فقدان الطحال يزيد خطر الإصابة بالعدوى الشديدة بسبب ضعف الجهاز المناعي، ينبغي مراجعة الطبيب فورًا عند ظهور أي أعراض مثل الحمى أو الالتهاب.
المتابعة الطبية المستمرة
تساعد الفحوصات الدورية على مراقبة تعداد خلايا الدم واستجابة الجسم، مع الالتزام بنمط حياة صحي يحدّ من فرص العدوى.
إجراءات الطوارئ
من الضروري أن يحمل المريض بطاقة أو سوارًا طبيًا يوضح أنه خضع لاستئصال الطحال، لتسهيل التدخل السريع في الحالات الطارئة.
وباتباع هذه الإرشادات، يمكن الحدّ من المضاعفات الناتجة عن استئصال الطحال والحفاظ على نوعية حياة جيدة.
يمكنك قراءة المزيد عن : تكلفة عملية استئصال الطحال
الأسئلة الشائعة
إلى جانب سؤال هل ينمو الطحال بعد استئصاله، قد يتبادر إلى ذهن المريض بعد العملية كثير من التساؤلات، وفي هذه الفقرة نجيب عن أبرز هذه التساؤلات.
ماذا أفعل بعد استئصال الطحال؟
بعد الاستئصال، من الضروري الالتزام باللقاحات الوقائية، ومتابعة الحالة الصحية مع الطبيب بانتظام، ومراقبة أي علامات عدوى.
يمكنك قراءة المزيد عن : أضرار استئصال الطحال
ما هي التغييرات التي تتوقعها بعد استئصال الطحال؟
يفقد الجسم جزءًا من وظائفه المناعية، ما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى الشديدة، وقد تطرأ تغييرات طفيفة في عدد خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية.
في الختام، يمكن القول إن سؤال “هل ينمو الطحال بعد استئصاله؟” يحمل إجابة واضحة، وهي أن الطحال لا ينمو مجددًا، لكن قد يظهر نسيج إضافي أو منغرس يؤدي بعض الوظائف المحدودة.
ورغم أهمية الطحال في دعم المناعة وتنقية الدم، فإن الجسم قادر على التكيف مع غيابه إذا التزم المريض باللقاحات، والمتابعة الطبية واتباع نمط حياة صحي.