يؤدي الكبد عددًا من الوظائف الأساسية التي تضمن بقاءنا بصحة جيدة، فهو المسؤول عن تنقية الدم من السموم وكرات الدم الحمراء التالفة، وإنتاج العصارة الصفراوية التي تساعد على الهضم، إضافة إلى إنتاج البروتينات الضرورية لتجلط الدم. قد يُصاب الكبد أحيانًا بالتضخم، ذلك العرض الذي يُشير إلى وجود مشكلة صحية تعيقه عن أداء مهامه بكفاءة كما ينبغي، مما يؤثر سلبًا في صحة الجسم بوجه عام، فيا ترى ما أسباب هذا التضخم؟
نستعرض معكم أسباب وسُبل علاج تضخم الكبد، كما نُجيب عن بعض الأسئلة الرائجة حول هذه الحالة خلال فقرات مقالنا التالي.
أسباب تضخم الكبد
معرفة أسباب تضخم الكبد الأساسية يُسهم في تحديد وسيلة العلاج المناسبة لكل مريض، وتنطوي هذه الأسباب على الآتي:
أمراض تُصيب الكبد
قد يتضخم الكبد نتيجة الإصابة بالتليف أو الالتهاب الذي تُسببه بعض الفيروسات، مثل فيرس أ وب وج، أو داء ويلسون الذي يؤدي إلى تراكم عنصر النحاس في الكبد بمعدل أكثر من الطبيعي.
قد يحدث تضخم الكبد الدهني أيضًا جرّاء الإصابة بالسمنة المفرطة، أو الإفراط في تناول الكحوليات.
على صعيد آخر، قد يزداد الكبد في الحجم سريعًا نتيجة لأسباب أخرى، منها:
- تناول جرعة زائدة من أحد الأدوية، مما يؤدي إلى الإصابة بالتهاب الكبد السُمي.
- أورام الكبد الحميدة التي تظل في مكانها دونَ انتشار.
- سرطان الكبد الذي يُشكل خطورة بالغة على صحة الفرد إذا لم يُعالج مبكرًا.
يمكنك قراءة المزيد عن: درجات تليف الكبد
أمراض أخرى
يتضخم الكبد أحيانًا نتيجة الإصابة ببعض الأمراض الأخرى التي تؤثر في صحته، من أبرزها ما يلي:
- التهاب القنوات الصفراوية أو انسدادها.
- سرطان الدم.
- التهاب النسيج المحيط بالقلب.
- قصور القلب.
- سرطان الغدد الليمفاوية.
يمكنك قراءة المزيد عن : هل يشفى مريض تضخم الكبد
سُبل علاج تضخم الكبد
يهدف علاج تضخم الكبد إلى التغلب على السبب الأساسي المؤدي إليه كالآتي:
تغيير نمط الحياة
يعد رُكنًا رئيسيًا في علاج تضخم الكبد ودهون الكبد، ويشمل ذلك ما يلي:
- الابتعاد عن شرب الكحوليات.
- إنقاص الوزن الزائد من خلال المتابعة المنتظمة مع أخصائي تغذية.
- ممارسة التمارين الرياضية معظم أيام الأسبوع مدة 30 دقيقة يوميًا.
- تناول الأدوية التي تساعد على التحكم في مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية في الدم.
الحصول على اللقاحات المناسبة
يجب أخذ التطعيمات في حالة الإصابة بالتهاب الكبد أ وب، للحد من مخاطر العدوى الفيروسية والتخلص من تضخم الكبد الناتج عنها.
التدخل الجراحي
إذا كان التضخم ناجمًا عن الإصابة بالأورام الخبيثة أو الحميدة، يُلجأ حينها للتدخل الجراحي لاستئصال تلك الأورام، إضافة إلى ذلك قد يُوصى بالخضوع لأحد العلاجات التالية للقضاء على الخلايا السرطانية نهائيًا:
- العلاج الكيميائي.
- العلاج الإشعاعي.
- العلاج الموجه.
- العلاج المناعي.
يمكنك قراءة المزيد عن : استئصال جزء من الكبد
أهم النصائح لتجنب تكرار الإصابة بعد تلقي علاج تضخم الكبد
الحالات التي تُعاني درجات تضخم الكبد المتقدمة، يجب عليهم الالتزام بنمط حياة صحي بعد العلاج لتفادي الإصابة مُجددًا، فهم أكثر عرضةً من غيرهم، وفي هذا الصدد نُوصيهم بالآتي:
- تناول الأدوية والمكملات الغذائية الموصوفة بانتظام دونَ إفراط في الجرعة الموصى بها.
- تجنب التعرّض للمواد الكيميائية الضارة، بما في ذلك المنظفات القوية والمبيدات الحشرية، وارتداء القفازات والكمامة إذا وجب التعامل معها.
- الإقلاع عن التدخين.
- الالتزام بأداء التمارين الرياضية حتى وإن كانت بسيطة، مثل المشي.
يمكنك قراءة المزيد عن : أفضل جراح كبد في مصر
الأسئلة الشائعة حول تضخم الكبد وعلاجه
خلال الفقرات القادمة، نتناول معكم أبرز الأسئلة الشائعة التي تشغل بال المرضى حول تضخم الكبد وعلاجه.
هل تضخم الكبد يعني سرطان؟
في بعض الأحيان، قد يحدث تضخم الكبد نتيجة الإصابة بالسرطان الذي يُسبب عددًا من الأعراض المؤلمة مع تفاقم حجم الورم، أبرزها:
- لون البراز يصير داكنًا أو رماديًا.
- الحُمى.
- ظهور نتوء أو كتلة صلبة في الجانب الأيمن من الجسم، وتحديدًا أسفل القفص الصدري.
- فقدان الشهية.
- تورم البطن.
- الغثيان والقيء.
هل تضخم الكبد يسبب الوفاة؟
نادرًا ما يُسبب تضخم الكبد الوفاة، وذلك إذا تُرك بلا علاج، ففي أسوأ الحالات (الأورام) يُمكن استبدال الكبد التالف بآخر سليم من مُتبرع إذا لم يُعاني المريض أمراضًا أخرى، مثل قصور القلب وأمراض الرئة الحادة وارتفاع ضغط دم الشريان الرئوي، ولم ينتشر السرطان إلى أعضاء الجسم، مثل الرئتين والعظام.
ماذا يأكل مريض تضخم الكبد؟
يجب اتباع نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، وخالٍ من السكريات الدهون المشبعة قدر الإمكان؛ لأنها تُرهق الكبد وتزيد من خطر الإصابة بتضخم الكبد الدهني.
الخلاصة..
تُوصف وسيلة علاج تضخم الكبد المناسبة وفقًا للسبب الرئيسي المؤدي لظهور ذلك العرض، وتذكر -عزيزي القارئ- أن هذه الحالة يُمكن الشفاء منها بنسبة كبيرة دونَ أن يتضرر الكبد على المدى البعيد إذا خضعت للتشخيص الدقيق والعلاج مُبكرًا على يد طبيب خبير ومتمرس في هذا التخصص، مثل الأستاذ الدكتور أحمد حسين، فهو استشاري أول الجراحة والأورام وجراحات الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية.