علاج القولون العصبي النفسي: الحلول تبدأ من العقل

يتساءل الكثيرون بيأس: هل يمكن الشفاء من القولون العصبي النفسي؟ لمعرفتهم بأن الأدوية وحدها لا تكفيهم دائمًا، الحقيقة التي يتجاهلها البعض أن العلاج الفعّال يبدأ من العقل قبل أن يصل إلى الأمعاء، فالقولون العصبي النفسي ليس وهمًا، بل هو اضطراب حقيقي يتأثر بشدة بالحالة النفسية.

والخبر الجيد أن هناك حلولًا فعالة غير دوائية تساعد على علاج القولون العصبي النفسي نستعرضها في هذا المقال، ونبدأ من حيث يجب أن يبدأ العلاج من العقل، ونستعرض أهم الطرق النفسية والسلوكية التي أثبتت فعاليتها في علاج القولون العصبي.

علاج القولون العصبي النفسي: كيف يعمل؟

يرتبط القولون العصبي ارتباطًا وثيقًا بالتوتر والقلق، إذ تؤثر حالة العقل على الجهاز الهضمي من خلال ما يُعرف باسم “محور الدماغ-الأمعاء”، فعندما يكون العقل في حالة توتر مستمرة، تُفرز هرمونات التوتر التي تؤثر على حركة الأمعاء وحساسيتها، مما يسبب تهيج القولون.

 ويعتمد علاج القولون العصبي النفسي بشكل رئيسي على تقنيات تهدف إلى تقليل التوتر وتحسين القدرة على التحكم في الانفعالات، ومن أشهر هذه الطرق:

  • العلاج السلوكي المعرفي

هو أحد أكثر الأساليب النفسية فعالية في علاج القولون العصبي النفسي، إذ يعتمد هذا العلاج على فكرة أن أفكارنا ومعتقداتنا تؤثر مباشرة في مشاعرنا وسلوكياتنا، وبالتالي على صحتنا الجسدية، وفي حالة القولون العصبي، يعاني المرضى من القلق المستمر حول الأعراض، والخوف من حدوث نوبات الألم، أو الشعور بالعجز تجاه الحالة. 

هذا النمط من التفكير يزيد من مستوى التوتر والضغط النفسي، مما يحفز الجهاز العصبي ويؤدي إلى تفاقم أعراض القولون مثل المغص، الانتفاخ، والإسهال أو الإمساك.

في جلسات العلاج السلوكي المعرفي، يساعد المعالج المريض على التعرف إلى هذه الأفكار السلبية والمعتقدات غير الواقعية، ثم يعمل معه على استبدالها بأفكار أكثر واقعية مع تعلم بعض المهارات، مثل:

  • التعامل مع الضغوط اليومية بطرق صحية، مما يقلل من استثارة القولون.
  • تنظيم الاستجابات العاطفية بدلاً من التفاعل المفرط مع المواقف المجهدة.
  • تطوير استراتيجيات مواجهة فعالة، تُمكّن المريض من التحكم في أعراضه على نحو أفضل.

وبالتالي، لا يقتصر العلاج السلوكي المعرفي على التخفيف المؤقت للأعراض، بل يهدف إلى بناء قدرة نفسية طويلة الأمد تساعد المريض على التحكم بحالته والعيش بحياة طبيعية قدر الإمكان.

  • تمارين التنفس والاسترخاء

تلعب تمارين التنفس العميق وتقنيات الاسترخاء دورًا محوريًا في علاج القولون العصبي النفسي، لأنها تستهدف مباشرة الجهاز العصبي المركزي المسؤول عن تنظيم استجابات الجسم للتوتر والقلق، إليك بعض التقنيات المستخدمة:

  • تنفس البطن (التنفس الحجابي): من خلال ملء البطن بالهواء في أثناء الشهيق بدلاً من الصدر فقط، يتم تعزيز تدفق الأكسجين وتهدئة الجهاز العصبي. يمكن ممارسته بسهولة عبر الجلوس بوضع مريح، ووضع اليد على البطن، والتنفس ببطء وعمق لمدة دقائق.
  • تمرين التنفس 4-7-8: يشمل الشهيق لمدة 4 ثوانٍ، حبس النفس 7 ثوانٍ، ثم الزفير ببطء لمدة 8 ثوانٍ. هذا النمط يساعد على الاسترخاء العميق ويُستخدم كأداة فعالة للتحكم في التوتر والقلق.
  • الاسترخاء التدريجي للعضلات: في هذا التمرين، يركز المريض على شد مجموعات عضلية معينة ثم ارخائها، مما يساعد على تحرير التوتر الجسدي والعقلي.

يمكنك قراءة المزيد عن : علاج القولون العصبي للابد

أسئلة شائعة عن القولون العصبي النفسي

ما هي الأعراض النفسية التي يسببها القولون العصبي؟

يسبب القولون العصبي أعراض نفسية مثل القلق المستمر والتوتر والاكتئاب بسبب تأثيره على الجهاز العصبي والضغوط الناتجة عن الأعراض الجسدية المزمنة.

 بالإضافة إلى التقلبات المزاجية وصعوبة في التركيز نتيجة الانزعاج المستمر، وهذه الأعراض النفسية تزيد بدورها من حدة مشاكل القولون.

ما هي المهيجات النفسية للقولون العصبي؟

المهيجات النفسية للقولون العصبي تشمل التوتر النفسي المستمر والقلق والضغوط الحياتية اليومية التي تؤثر سلبًا في الجهاز العصبي، كما تلعب الأحداث الصادمة أو التغيرات الكبيرة في الحياة دورًا في تحفيز نوبات القولون العصبي.

 بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأفكار السلبية والتوتر العاطفي أن تزيد من حساسية القولون وتفاقم الأعراض.

ختامًا…

تأكد عزيزي القارئ أن الحلول تبدأ دومًا من العقل، ثم إدارة المشاعر، ونضمن لك تعايش صحي مع متلازمة القولون العصبي النفسي من خلال الانتظام في ممارسة هذه التمارين، لما لها من أثر جليّ في الحد من العصبية وتقليل نوبات الألم والتشنجات المصاحبة للقولون العصبي، كما تساعد هذه التقنيات في تحسين النوم وتقليل مستويات القلق العامة.

يمكنك قراءة المزيد عن :

اعراض القولون العصبي عند النساء وعلاجه

اعراض القولون المتهيج

سونار البطن والقولون